أمّـــــاهُ

أمّـــــاهُ

يا صيحةً هَـــــــزّتِ الآفـــــــاقَ أمّــــاهُ

ما اهتزَّ قلبي و أمّـــي في خـــــلايـــــاهُ

أمّي بــــحارٌ تُـــــناديني شــــــــــواطئها

في صمتِها الخوفُ يخشاني و أخشاهُ

أمي بساتِـــينُ وردٍ ضاحِكٍ لِيَـــــدي

آتيهِ أقْـــــطِفُــــــهُ لا شَــوكَ ألْـــقــَــاهُ

أمي نجومُ اللّــــيالي منْ تَـــبَــسُّـــمِها

أمي الحـــنونةُ أشجارٌ و أمْـــــــواهُ

أمي فُقاعاتُ صابـــــونٍ أُطَـــيِّرُها

أمي البيادقُ في الشّطْرنْجِ و الشّاهُ

أمـي السماءُ تُــغَــنّــيــني بلابِلُــــها

أمي هواءُ الهوى ما عِشتُ لَـوْلاهُ

أمي القصائدُ و الأشعارُ أجْمَلُـــها

أمــــي حروفي و حِبرٌ لسْـتُ أنساهُ

أمي الصّـــباحُ رداء الليلِ ينْـــزعُهُ

أمي المــسَاءُ يُــغَـــطّيـــني مُحَـــيَّاهُ

أمي الحقيقةُ لا وهْــمٌ و لا كَـــذِبٌ

أمي الصديقةُ فيها الصِّدقَ ألــْقَــاهُ

أمي الصفاءُ على الأوراقِ يُرقِصُـني

أمـي الوفاءُ هُنا في الصّـــدْرِ مَـــأْواهُ

أمي الضّيَاءُ بلا شــمْسٍ و لا قَـــمَـــرٍ

سُبحانَ مَنْ مَدَّهُ حِـــــيناً و ألــْقَــــاهُ

أمي جَمالٌ تَحَــدّى كُــــــلّ سَـــيِّـــدَةٍ

ظـبـيٌ إذا هــمَـــتا بالــــدّمْعِ عـــيْـــناهُ

أمي رمالٌ منَ الصّــــــحْراءِ قَــــادِمَـةٌ

فيها القطا و الغضى و النخلُ كَمْ تـَاهُوا

أمي بيوتٌ من الشِعرِ الجمِـــــــيلِ إذا

ما قُـــلْــتُها ردّدَتْـــها الدّهْرَ أَفْـــواهُ

أمي الحــبيبةُ حُــبٌّ عاصفٌ بِغَدي

سَيُمْطِرانِي زهُـــورَ الشّـــوقِ خَـــدَّاهُ

أمي أمِـــيرةُ وُجْــــداني سَأُسْكِـــنُــــها

بيْــــنَ الضّـــلُــــوعِ لتحْــــيا في مَـــراياهُ

أمي تعَـــالي خُذي عِطراً لقافِـــيَــتي..

طِــــفْـــلٌ أنا و كِـــتــاباتــي هَـــدايـــاهُ

أمي تعالـــي وصُبّي الشايَ في قدَحِي

ونَعْــنِـــعِــــيهِ و كُـــوني أنـــْتِ أحْـــلاهُ

أمي تعالــي إلى بَــيْــتِ القصيدِ..أيــا

أنــقــى و أرقــى و أبقـــى في زوايـــاهُ

أمي تعالـــي و ضُمّيـــنــي كَــبارِحَتــــِي

و فِيكِ رائحَتـــي عِشْـــقٌ ألِِــــفْــــنَـــاهُ

أمـــي و أمــــي و أمــــي ثُمَّ والدتــــي

أفــــنــى مـــــداداً إذا لـــمْ يُبْقِـــــكِ اللهُ.



الشاعر بغداد سايح